خامس أكتوبر .. عيد للأستاذ مع وقف التنفيذ

0

 

بقلم : بوشعيب حمراوي

 

ماذا أعدت حكومة سعد الدين العثماني، وضمنها وزارة سعيد أمزازي، للاحتفاء بعيد المدرسات والمدرسين العالمي، الذي يصادف الخامس أكتوبر من كل سنة؟. وبماذا ستهادي وتكافئ هذه الفئة التي كادت أن تبلغ مقام الرسل والأنبياء؟.  وهل ستكتفي الوزارة الوصية بإصدار مذكرة وزارية سنوية روتينية، ورسالة تهنئة منسوخة وممسوخة. تداري بها عما ترتكبه من حماقات وتجاوزات في حقهم طيلة السنة الدراسية؟… أسئلة كثيرة ومتنوعة يطرحها رواد قطاع التربية والتعليم على (السعد) و(السعيد). ومعهم كل المعنيين والمهتمين، مع حلول هذا المناسبة التي يحتفي بها العالم منذ ربع قرن. المناسبة التي تم إقرارها من طرف الأمم المتحدة، بتاريخ خامس أكتوبر 1994. وقد مرت 53 سنة على انعقاد أول مؤتمر للحكومات العالمية بشأن التربية والذي صادقت خلاله على توصيات مشترَكة بين «اليونسكو» ومنظمة العمل الدولية بتاريخ خامس أكتوبر 1966.

 

حل العيد، وآثار الجراح العميقة، لازالت لم تندمل. جراح المهانة المجانية التي تعرضت لها أستاذة  من الوزير، بعد أن قررت الكشف عن واقع مرير، يعيشه تلاميذ ومدرسين داخل بناية لا تحمل من المدرسة إلا الاسم.  وجراح العبث والاستخفاف التي تجرعها تلميذ من مدير مدرسة ولج إليها لتلقي دروسا في التربية والتعليم، فوجد نفسه متابعا قضائيا من أجل تلاعب ظرفي في كلمات النشيد الوطني. ومهدد بالسجن والضياع. وهو أمر ما كان يقع لو حظي التلميذ بانتباه المدير طيلة مساره الدراسي. وجراح التفاهة التي كتبت على أستاذ، ضحك أو ابتسم لحظة الاستماع إلى النشيد الوطني. حيث عمد مديره إلى استفساره والتشهير به. مع العلم أن الابتسامة هي في الدين (صدقة)، وفي الدنيا مفتاحا للسلم والسلام والتواصل الإيجابي.

لا خير يرجى من مسؤول، امتهن التهديد والوعيد والقمع، حيث قام بتهديد الأساتذة بالطرد بناء على ممارسة حق الإضراب. اعتبر ممارسة الإضراب، انقطاعا غير مبرر عن العمل، وأكد عزمه اتخاذ الخطوات المترتبة عن الغياب غير المبرر عن العمل في حق الأساتذة المضربين. بل إنه لم يتردد في مهاجمة رواد قطاع الإعلام والصحافة. بعد أن خرجت وزارته في بلاغ لها، تهدد باللجوء إلى القضاء، ضد كل من يروج أخبار زائفة تهدف إلى الإساءة إلى مسؤوليها. طبعا فكل ما ينشر من مقالات وصور وفيديوهات عن فضائح التعليم بعدة مدن وقرى، تبقى مغلوطة وكذب وبهتان في رأي مسؤولي الوزارة وربان زورقها المطاطي أمزازي الماضي في إغراق القطاع ورواده.

بالمغرب.. لا أحد من أعضاء الحكومة، يفكر في إنصاف التلميذ والمدرس والأطر التربوية… بل إنهم أتوا على الضوء الخافت وبصيص الأمل الذي كانت تتشبث به الأسر المغربية، طمعا في مستقبل راق لأطفالها.

 تستمر أساليب استهداف الأستاذ والتقليل والتنقيص من شخصيته وقيمة مهنته النبيلة. بل بلغت حد ضربه في شرفه وجيبه وتقاعده. فرغم أن صندوق المقاصة ضل يقتطع من أجور المدرسين وكافة الموظفين بانتظام، ورغم أن لصوص الصندوق الذي أفرغوه وتسببوا في الأزمة المالية هم من داخل الحكومة. إلا أن هذه الفئة ومعها باقي الموظفين البسطاء كتب عيهم تحمل فراغ الصندوق.  كما يستمر استهداف الأسر بتشتيت تفكيرهم وجعلهم ينشغلون عن أطفالهم وزرع التفرقة بين الآباء والمدرسين والأطر الإدارية والتربوية… وترسيخ عدم الثقة بين كل مكونات العملية التعليمية… والتسبب في إحباط التلاميذ وسخط بعض المدرسيين. محاولات ضرب قطاع التربية. باعتماد اعتماد التعاقد في التشغيل، والتخلي عن مراكز التكوين المقننة. والخاضعة لبرامج ومناهج  دقيقة. وإخضاع التعاقدين لتكوينات قصيرة و عشوائية.                                                                                      عيد المدرس الذي تبنته الوزارة احتراما للالتزامات الدولية، أقرته إلى جانب باقي الأعياد والأيام الوطنية والعالمية (عيد المدرسة، اليوم الوطني للآباء وأولياء أمور التلاميذ…).  تحرس على إصدار المذكرات المطالبة بالاحتفاء بهذه المناسبات. ولا توفر لها الإمكانيات المادية واللوجيستيكية اللازمة. وتكتفي  بالتنصيص على الاحتفاء بها وفق برامج وأنشطة يصعب تطبيقها، بسبب الاكتظاظ وكثرة ساعات العمل وانعدام قاعات للأنشطة،  بل حتى للدعم المدرسي.

فهل يدرك هؤلاء .. قادة التربية والتعليم أنهم رسبوا في القيادة، وعليهم التنحي والاعتذار.. وأن قطاع التربية والتكوين الذي سطره ملك البلاد في مرتبة الوصيف، بعد الوحدة الترابية. لم يحظى بقادة في مستوى الريادة. وهل يعلمون أنهم وضعوا التعليم بالمغرب في متاهة التسيير والتدبير.. وأفقدوا الأساتذة بوصلة التدريس والتكوين. كما أفقدوا التلاميذ شهية التربية والتعليم.. فكم بلد كد واجتهد ونال تعليما وفق ما اشتهاه، وكم بلد لازال يبحث عن مسار صحيح يمكنه من مبتغاه…. وكل عام وعيد أساتذتنا سعيد بلا سعد ..  فمادام على رأسهما السعيد أمزازي والسعد العثماني ..   فعيدهم سيبقى معلقا .. مع وقف التنفيذ.

 

 

أضف تعليقك