فترة عصيبة تجتازها المنظومة الصحية الوطنية في مواجهتها لجائحة كورونا على بعد أسابيع قليلة من عيد الأضحى؛ فخلال 15 يوما أصدرت وزارة الصحة ثلاثة بيانات تحذر من موجة انتكاسة قوية قد تعم البلاد.
وتمضي الأرقام نحو مزيد من فرض القيود؛ فعلى امتداد الأيام القليلة الماضية، ارتفعت حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد والحالات الخطرة، لتتكرس مخاوف العودة إلى نقطة الصفر مجددا بعد انفراج تلا شهر رمضان.
وقال سعيد عفيف، عضو اللجنة العلمية للتلقيح، إن الوضعية مقلقة لكن متحكما فيها، مقرا بوجود تزايد كبير في عدد الحالات المسجلة يوميا، وبوجود سلالات عديدة، منها البريطانية والهندية.
وأضاف عفيف، في تصريح لهسبريس، أن الوزارة أصدرت بلاغات تحذيرية عدة، مطالبا المواطنين بمعاينة حالات دول عديدة، منها أستراليا، التي فرضت حجرا تاما لأسبوعين بسيدني.
وأوضح أن استمرار الوضع الحالي سيفضي تماما إلى أمور غير محمودة نفسيا واقتصاديا، مسجلا أن الحرية الراهنة هي نتيجة للالتزام الشديد الذي طبع فترة شهر رمضان.
وأكد عضو اللجنة العلمية للتلقيح أن المواطنين عليهم الالتزام بالإجراءات الاحترازية، خصوصا في فترة العطلة وعيد الأضحى، معربا عن أسفه للمشاهد اليومية التي تبرز تراخيا كبيرا.
وشدد عفيف على أن الفيروس موجود ويشكل خطورة على الشباب بدورهم، مؤكدا أن خيار الحجر الصحي دائما مطروح في حال استمرت الوضعية بالوتيرة الراهنة، داعيا الجميع إلى التحلي بالمسؤولية للخروج من الأزمة.
وكشفت وزارة الصحة، الخميس، تسجيل 789 إصابة مؤكدة جديدة بفيروس كورونا خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد الإجمالي للمصابين بالفيروس إلى 532150 حالة في المغرب.
وسجلت الوزارة، ضمن بلاغ لها، ارتفاعا ملحوظا في عدد حالات الإصابة الجديدة بفيروس كورونا المستجد، وكذا عدد الحالات الحرجة وعدد الوفيات، وذلك بسبب حالات التراخي الملحوظ وعدم الالتزام بالإجراءات والتدابير الحاجزية، خاصة بعد الرفع التدريجي لتدابير الحجر الصحي الليلي وبداية العطلة الصيفية وفتح الحدود.
ونبهت وزارة الصحة إلى أن “الرفع التدريجي لإجراءات الحجر الصحي لا يعني انتهاء جائحة كوفيد-19 وعودة الحياة إلى مجراها الطبيعي، بل يستلزم ذلك انخراط الجميع في مواجهة هذه الجائحة بكل مسؤولية وروح وطنية للخروج ببلادنا إلى بر الأمان، في أفق تحقيق المناعة الجماعية، وتثمين المكتسبات المحققة إلى يومنا هذا، خاصة بعد تحقيق الحملة الوطنية للتلقيح نتائج مهمة، حيث تم تلقيح حوالي ثلث الساكنة المغربية”