البكتيريا المقاوِمة كانت في الطبيعة قبل عصر المضادات الحيوية – العمق المغربي

0

[ad_1]

أدوية المضادات الحيوية منوعات
تُستعمل المضادات الحيوية لعلاج عدوى الالتهابات البكتيرية، وتحدث مُقاومة المضادات الحيوية عندما تُغيّر البكتيريا نفسها استجابة لاستعمال تلك الأدوية، وتبدي البكتيريا -ليس الإنسان أو الحيوان- مقاومة للمضادات الحيوية وقد تُسبّب هذه المقاومة عدوى التهابات يكون علاجها أصعب من تلك التي تسببها نظيرتها غير المقاومة للمضادات

وعلى عكس ما كان معروفا، فقد كشفت دراسة جديدة نشرت بدورية نيتشرNature في الخامس من يناير/كانون الثاني الجاري أن معركة تطورية بين الفطريات والبكتيريا على جلد القنفذ أدت إلى ظهور نوع من البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية قبل وقت طويل من بدء البشر استخدام المضادات الحيوية، وهو الأمر الذي كان يُعتقد أنه يؤدي إلى ظهور مثل هذه الجراثيم المقاومة

جلد القنافذ الأوروبية والمضادات الطبيعية

تتبع الباحثون بعض سلالات بكتيريا المُقاومة، وتحديدا العنقوديات الذهبيّة المقاومة للميثيسيلين (MRSA) لفطر طفيلي موجود على جلد القنافذ الأوروبية (Erinaceuseuropaeus) حيث يفرز الفطر مضادات حيوية لمحاربة وقتل بكتيريا العنقوديات الذهبيّة (والتي توجد أيضا في القنافذ) ولتحافظ على بقائها على قيد الحياة، وطورت البكتيريا بدورها مُقاومة للمضادات الحيوية التي عبرت لاحقا إلى الماشية والبشر، حسبما أفاد فريق البحث بدراسة جديدة

ويشرح الباحث المشارك “إيوان هاريسون”، من جامعة كامبريدج University of Cambridge ومعهد ويلكومسانغرWellcome Sanger Institute بالمملكة المتحدة، في تقرير لموقع لايف ساينس (Live Science) نشر بالسادس من يناير/كانون الثاني الجاري قائلا “نحن نعلم أن جينات المقاومة دخلت في جينوم الممرض قبل أن يستخدم البشر المضادات الحيوية، لكن هذا يصف حقا آلية لكيفية حدوث ذلك”

والعنقوديات الذهبيّة المقاومة للميثيسيلين سلالة من بكتيريا المكورات العنقودية التي تقاوم المضادات الحيوية، وبالتالي يصعب علاجها إذا دخلت جسم الإنسان أو الماشية وتسببت في المرض، وقد حقق الباحثون في mecC-MRSA، وهو شكل نادر نسبيا من البكتيريا المقاومة المسؤولة عن حوالي 1 من كل 200 إصابة بشرية بجرثومة العنقوديات الذهبيّة المقاومة للميثيسيلين، وفقًا للبيان الصحفي الصادر عن جامعة كامبريدج.

وكان قد تم اكتشاف هذا النوع النادر من البكتيريا المقاومة mecC-MRSA عام 2011، وكان يُعتقد أنه ظهر في الأبقار التي تم علاجها بكميات كبيرة من المضادات الحيوية، ومع ذلك فقد وجدت الأبحاث السابقة أيضًا أن ما يصل إلى 60% من القنافذ الأوروبية تحملها، وأن فطر القنفذ Trichophyton erinacei يُنتج مضادات حيوية من البنسلين بشكل طبيعي لمحاربة البكتيريا

الجينات المقاومة والحيوانات الوسيطة

وقام فريق بحث دولي بتحديد تسلسل جينوم الفطريات الطفيلية الموجودة على القنافذ، ووجد الجينات المسؤولة عن إنتاج مضادات البنسلين التي تقتل بكتيريا المكورات العنقودية، ثم قام الفريق بعد ذلك بتحديد تسلسل البكتيريا وتأريخ الجينات المقاومة للبنسلين عن طريق قياس عدد الطفرات المعينة بالجينوم المعروف أنها تحدث بمعدل ثابت كل عام ويقل عددها، وفقا لهاريسون الذي كان جزءا من هذا الفريق

ووجد أن البكتيريا لديها مقاومة للميثيسيلين، وهو شكل من أشكال البنسلين، في القرن الـ 19، قبل وقت طويل من بدء استخدام البنسلين في الأربعينيات، ويعتقد الباحثون أن هذا النوع من العنقوديات الذهبيّة المقاومة للميثيسيلين ربما تطور لأول مرة في القنافذ، على الرغم من أنهم غير متأكدين من كيفية انتقال هذا النوع النادر منه mecC-MRSA إلى البشر

يقول “هاريسون”: “نحن نعلم أن جينات المقاومة هذه موجودة في التربة وبكتيريا التربة، ومن الواضح أن الحيوانات مثل القنافذ والحياة البرية الأخرى على تلامس مع التربة أكثر بكثير مما يفعل معظمنا”

ويمكن للجراثيم المُقاوِمة أن تنتقل إلى البشر من خلال الاتصال المباشر مع القنافذ، كما يقول الباحثون. ومع ذلك شدد “هاريسون” على أنه ينبغي ألا يخاف الناس من القنافذ لهذا السبب، قائلا “لا أعتقد أن القنافذ خطرة.. يجب علينا تخطي ذلك” فقد تم العثور على هذا النوع النادر من العنقوديات mecC-MRSA أيضا بالماشية، لذلك قد تكون هذه الحيوانات -أو حيوان آخر غير معروف- هم الوسطاء

ما قبل استخدام البنسلين

نشأت سلالات العنقوديات الذهبيّة المقاومة للميثيسيلين الأخرى التي درسها الباحثون في وقت قريب من إدخال البنسلين بالعلاج، مما يشير إلى أن استخدامنا للمضادات الحيوية كان ضغطا انتقائيا للمقاومة في تلك الحالات

وقد رحب ويليام كيفيل، أستاذ رعاية الصحة البيئية بجامعة ساوثهامبتونUniversity of Southampton الذي لم يشارك في الدراسة بالبحث الجديد، وصرّح لـ “لايف ساينس” عبر رسالة بريد إلكتروني “أعتقد أنها دراسة مهمة ومثال آخر على الحرب التطورية وتكيف البكتيريا البيئية للبقاء على قيد الحياة في وجود الفطريات المنتجة للمضادات الحيوية، والتي كانت تحدث لمئات الملايين من السنين قبل ظهور الثدييات وقبل عصر المضادات الحيوية”

[ad_2]

أضف تعليقك