كورونا و العقيدة

0

أي درجة من الايمان تلك التي جعلت مجموعة من الشعب المغربي يخرج ليلا يكبر ويذكر الله، راجين منه ان يذهب عنهم هذا الوباء، ماذا بينهم وبين الله؟ يبقى سؤالا راسخا فالأذهان ولا يعلم جوابه الا هو جل جلاله، فبعدما أغلقت الدولة بيوت الله، هرعت هذه المجموعات الى الخروج, ليتقربوا من المولى غير مبالين ولا مكترثين بما فرضته الدولة من حظر للتجول والتجمعات التي تساعد في سهولة تفشي الوباء، بالنسبة لهم هذه الأجواء التعبدية سوف تبعد عنهم هذا الفيروس، لأنه عند سماعه التكبير وقوة الايمان الحاضرة فيهم سوف يفر راكضا الى المشركين، ليفتك بهم، تاركا المسلمين في حال سبيلهم ليعودوا الى حياتهم الطبيعية التي جل اوقاتها في بيوت الله، مواظبين على صلواتهم الخمس مع الجماعة, تاركين وراءهم كل ما يغضب الرحمان من آثام وكبائر, وماذا عنا نحن اولسنا أيضا بمواطنين مسلمين، نؤمن بالله وبقضاء خيره وشره، إذا لماذا لم نخرج نحن أيضا مكبرين ومهللين، أهذا ضعف فالإيمان ام تلك المجموعة كانت من الاولياء والصالحين, العارفين بالله، ام هم مجرد أغبياء لم يأخذوا من دين الله سوى ما يلبي رغباتهم المكبوتة، يسيطر عليهم الجهل من كل جانب، كما جاء في كتابه الحكيم “يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا”, ظانين من أنفسهم انهم يطيعون الله, وهم يلقون بأنفسهم الى التهلكة, وهذا ما نهى عنه الله و رسوله, اي ايمان هذا الذي يجعلك تخرج عن طاعة ولاة امرك, الم يقل الله تعالى في كتابه الحكيم “يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ”, الم يأتي امر بالمكوث في بيوتكم من اجل سلامتكم وسلامة احبتكم, وتفادي التجمعات التي من شأنها ان تزيد من حدة الوباء, انه فيروس وليس احتلالا لكي نخرج في تجمهر يفوق المئة شخص لكي نثبت تلاحمنا و رباطة جئشنا, لو كان الخير في ذلك لما أوقفت الدولة جل نشاطاتها من اجل الحفاظ على سلامة مواطنيها. ودعت الجميع الى الخروج والسير بخطى ثابتة من اجل حل هذا المشكل، كما حدث في المسيرة الخضراء. فعلا هذا الفيروس قد اظهر لنا عيوب ومزايا دولتنا، من عيوبها انها أهملت اهم قطاعين وهما الصحة والتعليم، وركزت على ما هو غنائي وفني، مما أدى الى خلق هذه المجموعة التي خرقت قانون الحظر وخرجت في مسيرة تعبدية كما يجتمعون في “موازين ايقاعات العالم”, ومن مزاياها انها اثبتت انه يمكن الاعتماد عليها في وقت الشدة وهذا خير، ولهذا أتمنى من الله ان تقف الدولة لإعادة ترتيب اوراقها وان تركز على ما هو مهم وتهمل ما هو تافه ولا يضيف أي فائدة للصالح العام. وختاما اود ان اشكر كل الفعاليات الأمنية التي تسهر على حمايتنا، لكم مني كامل التقدير والاحترام جزاكم الله خيرا.

#بقى_فدارك

أضف تعليقك

%d مدونون معجبون بهذه: