محنة التلامذة مع الكلمات العربية الدخيلة

0

عجيب أمر القيمين على الشأن التعليمي ببلادنا، الزاعمين بقدرتهم على تدبير ما يجري ويدور داخل المنظومة التربوية. هؤلاء رواد المبادرات الإصلاحية العقيمة، الذين يخجلون من الكشف عن حصادهم بإيجابياته وسلبياته، نهاية كل موسم دراسي أو جامعي أو بعد تنفيذ  مخطط ما أو استراتيجية .. هؤلاء لم ينتبهوا إلى الأعمال الشاقة والأثقال الزائدة والمجانية التي يتحملها كل تلامذتنا وطلبتنا بسبب ما تم من تعريب خاطئ. باعتماد كلمات دخيلة لا وجود لها بقاموس اللغة العربية. وترسيخ شروحات (علمية) لكلمات لها مفاهيم أخرى في لغة الضاد وعلومها الأصيلة. من أجل ترجمة كلمات علمية خاصة بدروس مواد (الرياضيات، الفيزياء، علوم الحياة والأرض، المواد التقنية..). تلك الكلمات التي يرغم التلميذ بعد دراستها واستيعابها وتوظيفها لعدة سنوات. إلى نسيانها بعد حصوله على شهادة الباكالوريا. لأن جامعات المغرب ضلت تتحدث باللغتين الفرنسية والانجليزية في كل علومها. ولأن ولا دولة عربية تستعمل تلك الكلمات المغربية الدخيلة. ولأن الدولة المغربية صاحبة الاختراع (المغربة). لم تبادر إلى إدماج تلك الكلمات الدخيلة في كل المجالات الثقافية والعلمية والإعلامية بالبلاد. لكي يتم ترسيخها ضمن قاموس اللغة المنقح. يرغم التلميذ (الطالب) على تبذير أوقات كثيرة في فترات حرجة (بداية الموسم الجامعي)، من أجل إعادة البحث عن ترجمتها الأصلية باللغتين الفرنسية واللاتينية. عليه استرجاع كل المعارف العلمية السابقة بلغة ومفردات جديدة كان بالإمكان أن يتحصل عليها تدريجيا خلال كل محطاته التعليمية من السنة الأولى ابتدائي وحتى السنة الثانية باكالوريا. كلمات مثل (حدودية) و(حدية) و(دالة) و(أس)، (ميدل) و(جيب) و(ظل) و(المكممات)…تعني ما تعنيه في رياضيات التعليم الثانوي.. وهي معاني ومفاهيم لا علاقة لها بقاموس اللغة العربية. وكذلك عبارات مثل (جيب التمام) و(العنصر الماص) و(متوسطات مثلث) و(واسطات مثلث) و(شبه المنحرف).. مثل هاته الكلمات والعبارات تعد بالمئات. تطلبت سنوات لترسيخها في أذهان التلاميذ. يوظفونها فقط عند التقييم في المواد العلمية. ولا علاقة لها بآفاقهم المستقبلية على مستوى الجامعي وسوق الشغل..

أضف تعليقك

%d مدونون معجبون بهذه: