هل حُق لك الفرح؟ – العمق المغربي

0

[ad_1]

منتدى القراء
بعد كل الذي حدث معك منذ وعيك بوجودك إلى الآن، اسأل نفسك هل حُق لك أن تفتخر بعد كل المطبات والعقبات التي تجاوزت، أو التي سقطت فيها لم تنهض منها وتعايشت معها، أو التي غلبتك غلبا. ولتكن نية جوابك البحث عن الحقيقة، لجوهرها لا لما يريحك.

اسأل نفسك صديقي (ة) هل حُق لك أن تكون مفخرة نفسك أولا، وللمحيطين بك من الذين يهتمون لحالك ويريدون أن يروك مع العلِّيين الناجحين. إذا كان جوابك “لا” فأنت الذي أريد، وإن كنت عكس ذلك فانصرف عنا نحن “الضعفاء الغاضبين من كل شيء” واتركنا لحالنا إلى أن نستجمع قوانا ونلحق بركبكم أنتم “الشجعان الفرحون”.

لست أدري لمذا نحن العابسون فالدنيا، الفاقدين لذة العيش في “نعيمها” إن كانت مستويات السخط بلغت فينا أبعد الحدود، إذ لا شعور بالأمل مهما كان الوضع يدعوا لذلك، قد يتسرب خُفية وخيانة مع دعوة أم، جدة، أو غيرهما.. لكنه لا ينموا ولا يكبر، سخط وتذمر من أي شيء وعلى طول الوقت.

بل نسعى أحيانا إلى مضاعفة مصيبتنا بالتنافس في إظهار جوانب الضعف والهوان فينا، نناشد العطف والرحمة، سواء من الضعفاء مثلنا الذين لا يملكون حيلة لأنفسهم أولا، أو الذين لن يفهمونا قطعا ويعمدون على زيادة إحباطنا بمحاسبتنا على كل فكرة نحاجِجُ بها ويتهموننا بالسادية والمازوشية، وفي أحسن الأحوال بالراديكالية واليأس وعدم الرضى بـ”قدر الله”.

أم أن الواقع هو هكذا، سواد يفوق ظلام الليل الحالك. هل نكون من الذين أحسنوا الرؤية والفهم والاستيعاب؟ أم سقطنا في فخ اليأس وفقدان الأمل المُعد سلفا من الذين ينعمون في جنان الأرض، أولئك الذين طلبنا منهم الانصراف في الفقرة الأولى.

لست أشك مقدار تفاؤلي المنعدم أن هناك من يعمل على تيئيسنا عن سبق إصرار وترصد من المضي قدما في الخلاص من حالتنا النفسية هذه، وقتل روح المبادرة والإبداع والعطاء، هؤلاء منهم من غادرنا مع بداية المقالة، ومنهم من زاد فضوله للتلذذ بمعاناتنا.

نعم رفاقي رفيقاتي في دروب اللا-أمل، هناك من يحيك لنا لباس اليأس بأغلى أنواع الحرير، ولا تهمه الخسارة لأنه يربح من إعادة إنتاج ذات الوضع، لقد ألبسونا ثوب السواد وفرحنا به فرحة الطفل بملابس العيد، استغلوا عذريتنا الفكرية وقلة الحيل أمام الكبار، وهذه قوتهم التي لا يمكن الهروب منها إلا بالتفكير خارج الدائرة.

لا أقول هنا إن الأمر سهل، فلكل فِكرة ضريبة ولكل شيء تكلفة، وكلفة الحرية الاستقلالية لا تقدر بثمن، ذكر التاريخ أنها تسقى بالدماء والتضحيات الجسام في كثير من الأحيان، وتموت خطوات التحرر بالخنوع والانتهازية، وما دمت لا تستطيع أن تضحي من أجلك لأجلك أولا، فستبقى مسجون جلبابهم المسموم.

قد يخوننا السياسي والديبلوماسي، ويغدرنا المسؤول والرئيس، ويبيع لنا المنتخبون وَهم برامجهم الانتخابية، ربما تكون هذه هي اللعبة التي تزرع فينا روح الإحباط والسلبية، وهي الطريقة التي تجعلنا نُلحد التقدم والتطور للارتقاء الذاتي/ المجتمعي، وتحقيق أهدافنا التي نختلف فيها رغم يأسنا المشترك، لكن المؤكد أكثر من يأسنا أن الصراع الطبقي مُسلمة اجتماعية، حتى عند صاحبه ماركس، لا يمكن تخطيه حتى بالديموقراطية، فما بالك بحالتنا النفسية التي نعيشها.

أعترف لكم أني خنت يأسي وتشاؤمي ووجدت من الصعوبات الشيء الكثير وترددت في كتابة وإخراج هذه القناعة، لكن عسى أن تصادف هذه الكلمات تلك الرغبة الجامحة بداخل أي منا وتنهض بها من سباتها، وتبين جادة الصواب، وتحرك خصلة العطاء حتى يتجاوز حالته النفسية هذه ويفرغ عواطفه في العمل أكثر من التفكير وأكثر من الكلام.

وأخيرا.. أود أن أنهي هذا الأمل المتسرب داخلي، الذي أجهل مصدره، بالقول: إذا رجاكم يائس بالأمل فاستجيبوا، وإذا دعاكم متفائل لليأس فأعرضوا…

[ad_2]

أضف تعليقك