أصدرت الوكالة المغربية للأدوية والمنتجات الطبية قرارًا عاجلاً يقضي بسحب دفعات محددة من مرهم “أورومايسين 1%”، المعروف بين المغاربة باسم “البومادا الصفراء”، من الصيدليات ونقاط البيع المعتمدة في جميع أنحاء المملكة. يأتي هذا القرار في إطار حرص الوكالة على ضمان سلامة المواطنين وجودة المنتجات الطبية المتداولة في السوق المحلي.
ووفقًا للبيان الرسمي الصادر عن الوكالة، فإن عملية السحب جاءت بعد رصد عدم مطابقة بعض دفعات هذا المرهم لشروط التخزين المطلوبة، مما قد يؤثر على فعاليته وسلامته. وفي هذا السياق، وجه مدير الوكالة، الدكتور سمير أحيد، تعليمات صارمة إلى شركة “بروموفارم”، المسؤولة عن توزيع المنتج، لاسترجاع الدفعات المعنية فورًا من تجار الجملة، الصيدليات، المحلات الصحية، والعيادات الطبية. كما طالبت الوكالة الشركة بتقديم تقرير مفصل يوثق عملية السحب والإتلاف بمجرد اكتمالها.
“البومادا الصفراء”، التي تُستخدم على نطاق واسع في المغرب لعلاج الالتهابات الجلدية البسيطة والجروح السطحية، تحظى بشعبية كبيرة بين المواطنين بفضل سعرها المناسب وسهولة الحصول عليها. ومع ذلك، أكدت الوكالة أن هذا الإجراء الاحترازي لا يعكس بالضرورة وجود خطر مباشر على المستخدمين، بل يهدف إلى تعزيز معايير الجودة والسلامة التي تفرضها القوانين المغربية على المنتجات الصيدلانية.
من جانبهم، رحب عدد من الصيادلة ومهنيي القطاع الصحي بهذا القرار، معتبرين أنه خطوة استباقية تعكس جدية الوكالة في التصدي لأي مخاطر محتملة. وقال أحد الصيادلة في تصريح لـ”وكالة الأنباء المغربية”: “نحن ندعم أي إجراء يضمن سلامة المرضى، وسنتعاون بشكل كامل مع الوكالة لتنفيذ عملية السحب بسرعة وكفاءة”.
في المقابل، أثار القرار تساؤلات بين المواطنين حول مصير الكميات التي بحوزتهم من هذا المرهم، حيث دعت الوكالة إلى التواصل مع الصيدليات المحلية للاستفسار عن الدفعات المشمولة بالسحب والتأكد من سلامتها.
وتعد هذه الخطوة جزءًا من سلسلة إجراءات اتخذتها الوكالة المغربية للأدوية خلال السنوات الأخيرة لتشديد الرقابة على الأدوية والمنتجات الطبية، في ظل سعيها لمواكبة المعايير الدولية. ويبقى السؤال المطروح: هل ستؤثر هذه الحادثة على ثقة المستهلكين في “البومادا الصفراء”، أم أنها ستعزز من مصداقية الجهات الرقابية في حماية الصحة العامة؟